كل سنة دراسية تنتشر في الأحياء الشعبية دكاكين الدروس الخصوصية وتفتح في اسم عاطلين عن العمل لكن المحركين الأساسيين اغلبهم من رجالات التعليم العمومي في الإعدادي والثانوي والذين يمارسون ضغوطات على التلاميذ للانخراط في العملية التي يكسبون من ورائها الملايين شهريا دون مراقبة تذكر ولا تحركات الجهات المسؤولة على قطاع التعليم ولا ادانة حقيقية لجمعيات المجتمع المدني ولا جمعيات الاباء والتلاميذ التي تقف عاجزة ومتفرجة على عمليات الاستنزاف.
دكاكين الدروس الخصوصية انتشرت بشكل كبير وتحولت الى مشاريع مربحة يكفي ان يتم الاتفاق مع شاب عاطل عن العمل ليقوم بالبحث عن محل سكني بسومة كرائية معقولة ويقوم الفاعل الأساسي والمحرك من وراء الستار بتجهيز العين المكتراة بالكراسي والطاولات والسبورات والمستلزمات الدراسية واستدراج رجالات التعليم خاصة في المواد العلمية عن طريق تقديم إغراءات مالية شهرية هؤلاء يصبحون بدورهم قناصوا الفرص وسط الاقسام الدراسية مما ساهم في تدني مستوى التعليم في المدارس العمومية التي اصبحت تصدر الجهل والتجهيل.
هناك جيش من الأطر التعليمية في القطاع العمومي انخرطوا مند سنوات في عملية استنزاف جيوش العائلات عبر فرض دروس الدعم والتقوية على تلاميذ الأقسام في غياب المراقبة ودون مراعاة للوضعية الاجتماعية للتلاميذ الذين يتحدرون من أوساط فقيرة لان الهدف المحرك لهذه العينة من المعلمين الربح ولا شي غير الربح مع احترامنا الشديد لرجالات التعليم الذين يحترمون المهنة ويعملون بجد واجتهاد وبضمير واعي بل هناك من يقدم ساعات اضافية داخل القسم حبا في المهنة وحبا في اولاد الشعب.
مطالب المحتجين من جيل الشباب تضع التعليم من ضمن الاولويات وهذا المعطى يجب أن يأخذ بجدية كبيرة من طرف المسؤولين على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني عبر فتح نقاش معمق مع التلاميذ ضحايا الدروس الخصوصية ومسائلة هؤلاء المتاجرين بحقوق العائلات والذين راكموا ثروات خيالية وساهموا مساهمة اكيدة في ازمة التعليم العمومي.
المدير الاقليمي للتعليم خالد زروال ملزم بالتدخل الجدي واصدار قرارات جريئة لمحاربة ومحاصرة الظاهرة المتنامية بشكل كبير في السنوات الاخيرة استجابة للمطالب الشعبية في تجويد خدمات التعليم العمومي الذي اصبح ينتج الاكراهات وعلى العائلات والجمعيات المحترمة التبليغ عن هذه الممارسات المسيئة والمعلم الذي لا يكفيه الراتب الشهري عليه تقديم الاستقالة فورا و البحث عن مهنة اخرى.
