التطبيل وبرنقة الشخصيات العمومية والسياسية سلوك غير أخلاقي بل مكروه في بداية المشوار المهني اما عن التكريم في الحالة المشابهة فتلك معضلة وسقوط فج لانه يضرب في العمق مصداقية الموظف المستهدف ولن يكون محط احترام في الإدارة ولا مع باقي الموظفين أبدا ،خصوصا اذا كانوا اكثر انتاجية منه ولو استعمل جميع الطبالين والملمعين والأمر ينسحب طبعا على السياسي الفاشل التي تحاول الأقلام المأجورة تلميعه وتصبينه ليكون مقبولا لدى الساكنة وتسويق الفشل على انه نجاح.
مناسبة الحديث الحركة غير المحسوبة التي قامت بها جمعية مطاطية ( سنكشف بعضا من ملفاتها معززة بالأدلة والحجج) تجاه مدير ديوان بعمالة الخميسات وحولته من موظف عادي الى شخصية مهمة وصاحب البركات والأفضال العظيمة على الإقليم الذي تحول في وجوده إلى قوة اقتصادية وعمرانية واجتماعية صاعدة ولربما لخجل أو خوف من التقريع والتوبيخ لاعتبرته بعض الاقلام الحربائية المهدي المنتظر او العامل الحقيقي الذي يشتغل في الظل ويصدر القرارات والتوصيات للعامل ويقوم هذا الاخير بالاستجابة الفورية والتاشير على الوثائق.
فتكريم موظف أو جهة سياسية في العمق سلوك حضاري كلما كان المكرم او المطبل له شخصية علمية وكفاءة عالية قدمت الكثير وتستحق التنويه والتصفيق بحرارة لكننا هنا امام موظف لم يكمل بعد عامه الأول فكيف تحول إلى شخصية مهمة في رمشة عين عند الطبالين والملمعين دون تعداد المنجزات والتدخلات والاشكالات التي قام بحلها لفائدة الجماعات الترابية والادارات العمومية التي تغرق في الازمات او المصالح الخارجية ،قطعا فالمجاملة تروم تحقيق غايات مفهومة لأنه يعتمد على وجهة نظر المبرنقين دون الاستئناس بوجهات النظر الأخري كما ان السؤال الذي يتبادر الى الدهن من استدرج من لقيام بالحركة هل المكرم ام الجهة المكرمة،
المديح من وجهة نظرنا الخاصة غالبا يكون غير مستحق ويخفي وراءه جملة الأسئلة الاستفهامية لأنه لا يقدم الحقيقة كاملة ويتجاهل الأخطاء الإدارية وطريقة تعاطي الموظف المبرنق مع باقي المرتفقين وكذا الأعمال الجليلة التي قدمها تجاه الوطن والإدارة والمواطنين طوال مسيرته في أجهزة الدولة أو السياسية .فالتطبيل والبرنقة تخفي الحقيقة المغيبة عن الرأي العام وتمنع من المسائلة والنقد البناء، وآفة التطبيل ساهمت في هدر الملايير مند الاستقلال.
وحين ينبرى شخص ( معلم) يدعي انه يمارس الصحافة واهتبل الفرصة وعمل على تدبيج و كتابة قصيدة المديح في حق الموظف المقرب من العامل باستعمال قاموس فضفاض( تكريم حمل بين طياته رسائل الحب والتقدير والاعتراف بجهوده التي تجاوزت حدود الإدارة لتلامس القلوب وتلهم العقول ) ما هذا الاسلوب الضحل وهذا الانطباح والانهزامية والضحك على الذقون ومحاولة سمجة لاستغفال العقول و الاستخفاف بذكاء اهل زمور وهذه الخرجات المبسترة تذكرنا بمقالات مخرومة كتبت في حق العامل السابق منصور قرطاح الذي لم يحرك ولا ملفا واحدا وحين ترجل عن المسؤولية اصبح يقال فيه ما قاله مالك في الخمر .
وفي فقرة من الخربشة المضحكة والمبكية في ذات الآن (هذا التكريم لم يكن احتفالًا بيومٍ عالمي فحسب، بل كان احتفاءً برجلٍ جعل من الإدارة رسالة، ومن القيادة فنًا، ومن كل يومٍ فرصةً لصناعة الأثر) يا الاهي على الأسلوب النشاز لم يبق سوى أن يؤكد انه شخص مقدس وقادر على صناعة المعجزات وشق الطرقات وسط البحر والحلول محل العامل عبد اللطيف النحلي المعين من طرف صاحب الجلالة .
وحتى لا نهدم المعبد ويهرب هامان ومن معه دعونا نطرح أسئلة حول شرذمة الطبالين والمبرقين في العلن و الممارسين الفعل التلميع الممجوج كيف هي أحوال إقليم الخميسات في وعيكم المغلف بالتجاهل والتواطؤ…؟ ما أسباب غياب التنمية الشمولية ولماذا يتم الصمت على الملايير المهدورة على المشاريع الفاشلة والصمت حيال الملايير المبذرة على المشروع الملكي للتنمية البشرية والأغلبية من هؤلاء المطبلين شركاء في عمليات النهب والأثراء غير المشروع بالصمت العاجز، هل من العقل والتنوير النفخ في الفقاعات والانجازات والتدخلات المتواضعة وتضخيمها ومحاولة تسويقها على أنها مفيدة وتساهم في الرقي بالإدارة .
التكريم أيها الطبالون الأوفياء للتزلف والتملق يكون ذا قيمة رمزية حين يكون المطبل له قدم خدمات جليلة للوطن والإقليم ويكون محل اجماع فعاليات سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية وإعلامية وليس الإعلام المتواطئ الذي يخدم مصالح جهات أفسدت طيلة عقود من الزمن لتلبية مصالح شخصية وهذا طبعا مرده إلى انعدام الوعي وعدم الاحساس بخطورة الفعل .
اشكالية الاقليم ليس في المسؤولين والقوى الحية بل في المحيط المقرب وجيش النكافات الذين يتواجدون في كل مؤسسة ويعملون على احتقار المواطن ومحاولة الاستخفاف بذكائه لتكوين راي عام سادج يستهلك المغالطات والإشاعات المغرضة التي تطمس الحقائق لتدثير العجز ، وفي الأخير لم يبق سوى أن نقول مبروك للموظف المكرم في بنية الاستقبال العاملية الذي يرى فيه البعض المنقذ ورجل المرحلة و….

![]()

تعليقات ( 0 )