اقليم الخميسات بحاجة إلى المثقفين والمفكرين لتجاوز الأزمات

الواقع المتردي بإقليم الخميسات المنسي والمتحامل عليه يجمع الكثير من المتناقضات والنقائص والخصاص الفادح، اذ ترتفع معدلات الهشاشة والاقصاء الاجتماعي في اغلب الجماعات الترابية، وهذا المسلسل استمر لعدة عقود، ورغم الحديث عن الديمقراطية وتكافؤ الفرص والمساواة لكن هذه المفردات لا قيمة لها في الواقع بل ان الديمقراطية المتغنى بها في العمق ظالمة بسبب بسيط ان الثروة والسلطة ممركزة في أيدي القلة المقربة من دوائر القرار السياسي بدل ان تكون في ايدي الشعب لإطلاق المبادرات للنهوض الفاعل  والمؤثر بالقطاعات الحيوية التي تعاني اشكلات عميقة.

فالمسؤول الصادق لا تغريه المناصب لأنها لا تدوم ابدا والمسؤول الذي يحترم الأمانة الملقاة على عاتقه من يبحث عن الحقيقة والعمل على تغيير الأوضاع بفتح الباب أمام النخبة الواعية والمثقفة للمساهمة في إيحاد الحلول خدمة لمصلحة الوطن والساكنة، فالمثقف الحر و الصادق أيضا بإمكانه المشاركة في طرح بدائل لما يجب أن يكون دون تحيز أو الارتماء في أحضان السلطة مناصرا لتوجهاتها حتى نتحرر جميعا من الانحباس والتكلس الذي ضيع الفرص وتراكمت معه الإكراهات والنواقص وارتفعت المطالب والقلاقل الاجتماعية التي تهدد الأمن والاستقرار .

الإقليم بحاجة ماسة إلى تغيير أدوات الاشتغال لان الموجود يفتقد إلى روح الفريق والعمل الجماعي ويغيب عنه مفهوم الاجتهاد والرغبة في الإصلاح والتطوير المنتج والهادف الذي يلبي الحاجيات الأساسية وهذه المهمة والتوجه الحداثي يظل غائبا ومغيبا في الصورة العامة في الادارات ومؤسسات الشعب وهو توجه متقدم يؤدي قطعا إلى النجاح وتجاوز التراكمات وما فشل فيه الآخرون الذين اشتغلوا بدون دراسات ولا فهم دقيق للملفات الملحة والدقيقة والمطالب الشعبية وبدون أية استراتيجية مما رهن مستقبل الإقليم لعقود من الزمن ولازال يعاني من تبعات التوجهات السياسية والادارية  المعيبة.

الإقليم كما اسلفت بحاجة إلى مفكرين ومثقفين تحركهم الغيرة و يحملون هموم الشعب ولديهم الجرأة في اقتحام الطابوهات وطرح التصورات والبرامج الهادفة التي تخدم الساكنة ثقافيا وعمرانيا واجتماعيا واقتصاديا وإداريا لتجاوز المألوف المعطل للتنمية الشمولية والمغلق على أفكار متقادمة صرفت عليها الملايير بدون فائدة، فالاستعانة بالمفكرين والمثقفين في هذا الوقت بالذات ليس طرحا سطحيا ولا خرجة للمزايدة وسحب المسؤولية والصلاحيات من جهة ما او رميها بالعجز وعدم المقدرة والفشل  بل لسبب بسيط انه للخروج من الأزمة المتشعبة التي نحن جميعا معنيون بها لابد من ضخ دماء جديدة في المشهد السياسي والإداري للخروج من مستنقع الانحباس والدوران في حلقات مفرغة من الانتظار الذي يزيد من ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي .

Loading

Share
  • Link copied