يشكل الوعي بالمستقبل المشترك منعطفا مهمها في تدبير مؤسسات الشعب ويعد الفهم الدقيق لمطالب السكان الآنية والمستقبلية حلقة أساسية ومدخلا مهما في تجاوز الإكراهات والاخفاقات دونما حاجة إلى تفسيرات وتبريرات غارقة في التعميمات الفضفاضة وترديد نفس الشعارات المشروخة التي لا تسعف البتة في إصلاح وتقويم الاعوجاج، فالاحتكام إلى الفكر والعقل وتقريب حملة التصورات المبدئية يمكن أن يساهم في التنمية المستدامة وإيجاد حلول للمعضلات التي يرزح تحت وطأتها الإقليم لعقود من الزمن,
فاستعمال العقل في اختيار الطاقم الإداري الذي يتمتع بالكفاءة المهنية والسرعة في التقاط الاشارات يمهد قطعا الطريق لتحقيق الإنجازات وتجاوز العقبات لتجديد الكثير من الأفكار والآراء والخروج من المستنقع الآسن الذي خلفه السابقون من مسيري مؤسسات الشعب وتركت الصناديق قاعا صفصفا تحقيقا للإصلاح المنشود لخلق تنمية إيجابية فكرية وسياسية واقتصادية وإدارية تتماشى مع تصورات وأهداف أعلى سلطة في البلاد .
وحتى لا يتكرر نفس السيناريو ويعاد تدوير الازمة لا بد من مراجعة طريقة تدبير الموارد البشرية والحلقات المقربة والجهات الكفيلة بتصريف البرامج والمنجزات ونعني هنا الصحافة الحقيقية وليس هؤلاء العلاجيم الذين حملتهم موجة العامل السابق منصور قرطاح ومنحتم الشرعية وتكاثروا مثل الجراد واصبح الدافع الوحيد لتواجدهم البحث عن تحقيق المصالح الضيقة.
فالتفكير في الإصلاح وتغيير الواقع وتقديم الفارق يمر عبر إبعاد هؤلاء المندسين في الإعلام الذين يتربصون برجالات السلطة لتحقيق أهداف واضحة ولابد من التساؤل عن دور هؤلاء وقيمتهم ومدى قدرتهم على نقل الخبر والإسهام في إشعاع الإقليم ومقدرة الحديث عن المنجزات والمشاريع المبرمجة والمطروحة للتداول والنقاش في الاجتماعات الرسمية هم مجرد خشب مسندة بدون قيمة دورهم يقتصر على التلميع والبرنقة وتقديم فروض الطاعة بطرق حربائية ليس حبا في الوطن والإقليم والمسؤول بل طمعا في استمرار العليق لذلك نرى أن وجود هؤلاء في المحيط المقرب من العامل ورجالات السلطة إعادة تدوير للمشاهد غير المحببة للمتلقي والمتتبع للشان المحلي والإقليمي وهذا طبعا ينعكس على استجابة الرأي العام وتقبله للمخرجات والتصورات العاملية التي لا تتماشى طبعا مع شعارات الإصلاح التي تروم تغيير الواقع المعاش المتسم بالارتكاسات وضيق الافق الى واقع ننشده جميعا تتساوى فيه الفرص والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ونعتقد ان العامل عبد اللطيف النحلي قادر على طرح بدائل وتصورات لما يجب فعله لتحصين الادارة وتطهير المحيط المقرب من الجراد الاعلامي الذي يتكاثر بدون فائدة اللهم التحرش بالمسؤولين السياسيين ورجالات السلطة والاداريين ورجال الاعمال وممارسة الارتزاق .
![]()
