اشهر مرتزق ونصاب ومندس في الإعلام بالخميسات

حين يغيب القانون تطفو على الركح ظواهر مجرمة، تجد من يستقبلها بالأحضان ويمنحها هامش الحركة والحرية لأنه يحتاج قطعا الى خلط الأوراق وتدثير الإخفاقات والعجز عن تقديم ما يفيد المجتمع وينمي المقدرات البشرية والطبيعية لذلك لا عجب ان يتكاثر المرتزقة والنصابة ومنتحلو الصفة في إقليم الغرائب والعجائب وتفرد لهم مكانة داخل المجتمع المتساهل والمتسامح في اغلب الاحيان والمنهار القيم بفعل الانحلال وغياب التماسك والتآزر الاجتماعي.

فالمرتزق والنصاب و منتحل مهنة ينظمها القانون ثلاث آفات تجدرت وتقوت بفعل النفاق المستشري والمكتسح لبنية المجتمع الزموري الذي استسلم للتفاهات وانسحبت القوى الحية من الساحة وتركت الفراغ مما ادى الى تسلل الجعلان والعلاجيم والصراصير،

وحين يدعي مندس في الصحافة انه مدير جريدة مريخية ( الدودة الجديدة) ويجد من يصفق ويقربه ويفتح له الباب ليمارس لعبته المفضلة في النصب والاحتيال والارتزاق والتسول فان الإشكال ليس في الشخص القادم على صهوة الجهل ويملا الفضاء نهيقا ونقنقات بل الإشكال في الجهات التي تدعمه وتزكيه في المؤسسات العمومية لأنه استطاع ان يستدرجها الى لعبة يتقنها بحرفية وتعد سبيلا من سبل العيش لان الرجل بدون عمل قار ولم يجد أمامه سوى الحقل الإعلامي ويطلق العنان لادعاءات فارغة كشفت الأيام زيفها مع أول سقوط في ايدي العدالة حين حاول استغلال المحققين وادعى انه مدير جريدة لكن اللعبة السمجة والحقيرة انفضحت ولم يجد أمامه سوى الاستجارة بأولياء النعم لينتشل من السقطة.

التقرب من السلطات الإقليمية وممارسة الوشاية والتملق اسلوب يبرع فيه لكن ليس كل مرة تسلم الجرة فقد فطن مدير الديوان الذي افتتن به بفعل الفراغ ومحاولة الاحتواء ساعة الحلول بالاقليم لدرجة اصبح الامر الناهي والمستشار الاكيد لرجل السلطة المقرب من العامل يحدد خريطة الصحافة ومن يستحق الحضور ومن يجب استبعاده لانه لا يحسن التملق والتطبيل وهذه طرق ملتوية ضمن طرق اخرى للتكسب والارتزاق والنصب والاحتيال على الطبقات المسحوقة اجتماعيا التي يدعي علانية ان له علاقات وقادر على تحقيق المصالح المستعصية في الإدارات والمؤسسات الدستورية.

فصاحب الجريدة الوهمية المطرود من مستوى أولى إعدادي ضليع في النفاق وتسويق صور لشخصية ذات مكانة وأهمية في بنية المجتمع الزموري الذي يقف متفرجا وعاجزا عن كنس القمامة بل ويصفق لهذه الكائنات التي لا تعرف من خدمة المجتمع سوى خدمة المصالح الخاصة التي لا تبرح تحقيق المنافع للأهل والعشيرة: الاستفادة من أموال التنمية البشرية واقتناء سيارة بدل اقتناء الأدوات الصوتية توظيف الزوجة والأخت في مركز داء السل في اطار الزبونية والمحسوبية او استفادة في اطار امور مبهمة حتما سنفق عليها بالشرح والفضح في مناسبات قريبة.

ان المسؤولين الذين يقربون هذه العينات الفاقدة لكل شيئ لا يريدون خيرا لهذا الإقليم المنسي المكبل باغلال الجهل والتبعية ان يتقدم ويخرج من دائرة الانحباس والانتظار ، وان المسؤول الوطني الغيور المرتبط بالإيقونات الثلاث -الله. الوطن. الملك- لا يحتاج إلى المطبلين ونافخي المزمار ولا حاجة إلى الاستماع الى ديباجات من المديح الأسطوري الغث والرديئ ، ونحن نعلم ان اطلاق الكلام على عواهنه والحديث عن بطولات وانجازات وهمية لا توجد  في الواقع ونعرف جميعا انها خيالية ونعلم ضآلتها وفقرها باستنطاق الواقع المازوم والمتعفن في كثير من المناطق اليباب وان الجعجعات تأتي في سياق التزلف والتملق الذي يزيد من ارتهان مستقبل الإقليم.

مؤخرا لم يجد صاحب الجريدة المخرومة ( الدودة الجديدة ) من وسيلة لإعادة المياه إلى مجاريها مع مدير الديوان بحثا عن العليق سوى بالعمل على فتح صفحة فايسبوقية ( من البوق ) ودمغها بالطابع الرسمي مما أثار موجهة من السخرية والضحك والاستهجان، فمنتحل صفة ينظمها القانون والذي يعتقد انه يقدم خدمة للمؤسسة العاملية بحثا عن العفو بعدما تم نفيه لانخراطة في تصرفات معيبة واستغلال العلاقات في تحقيق الطموحات الشخصية ناهيك عن المحاولات الخسيسة للاستفراد بالحلقات المقربة من العامل ليكون الناطق الرسمي باسم المؤسسة والمخاطب الوحيد لشرذمة عاجزة ومكبلة بالاستعطاء والجهل وتحتاج الى سنوات ضوئية لمعرفة دور الصحافة في الإصلاح والرقي بالمجتمع إلى الأفضل ، فهؤلاء المجندين وراء كبير المرتزقة ( الدودة الجديدة ) يحدوهم الامل في التواجد في الصورة بعدما استفادوا من المال العام في ظروف مشبوهة وان محركهم الأساسي الحفاظ على مواقع العليق و الدفاع عن الرداءة والكتابات المهزوزة التي لم تقدم للإقليم أية إضافة قيمة طوال سنوات الاحتضان المبستر من العامل السابق منصور قرطاح الذي عجز عن تحقيق ابسط شروط التنمية المستدامة.

فالتصفية والغربلة تهدد وجود الغرباء غير الطبيعي في المهنة المقدسة التي اصبحت بدون بواب ولا تحتكم الى اية ضوابط قانونية، فتحركات كبير المرتزقة لإعلان تاسيس بوق رسمي بحثا عن التزلف الشخصي لكنه في المقابل ودون ان يدري يضرب عرض الحائط كل هؤلاء المرتزقة والمتسولين الذين قدمهم ذات إسهال إلى ولي النعم على انهم رجالات الإعلام وتم ضمهم إلى لائحة المنعم عليهم الذين يلهثون خلف الطبطبات والبقشيش والموائد الدسمة.

نحن طبعا في اقليم المفارقات والمنفلت من أية معايير وضوابط ويقدم فيه الجاهل على المثقف ، والمدعي على المتفرج، والمتلون والانتهازي على صاحب المواقف الثابتة والواضح ،وما أحوج المنطقة الى مسؤولين يلتقطون الإشارات من أعلى سلطة في البلاد والتفاعل مع مطالب الساكنة في التنمية والاستقرار والعيش الكريم و البرامج الطموحة لا يمكن ان تتحقق بقراءة الفاتحة والتضرع الى الله بل لابد من مجهودات حقيقية بخلق فريق متكامل قادر على تصريف استراتيجية واضحة المعالم.

نعتقد أن ترميم الإدارة وخلق دينامية تمر عبر وضع الرأي العام في الصورة لما يجري ويدور في الإقليم من تدشينات ومنجزات و اصلاحات وتدخلات لا يمكن إيصاله إلى طبقات المجتمع عبر الاعتماد على الأبواق و النكرات والمرتزقة المندسين في الإعلام بل لابد من  البحث عن صيغ بديلة لتدوير المعلومة ولاباس من مضادات قانونية وأخلاقية لأبعاد الطفيليات من المشهد العام لإنهاء الثناء والدجل وانهاء كافة أشكال الارتزاق انطلاقا من حقيقة أساسية لا غبار عليها ان الدفاع عن مصالح المنطقة ليست حكرا على جهة دون اخرى.

في الاخير لا يسعنا سوى ان نهمس في أذن المرتزقة والمندسين في مهنة الصحافة من كوكبة الجهلة انه يمكنكم استغفال المسؤول بالكذب والرياء والنفاق لكن الحقيقة يعرفها الجميع أن الكومبارس دوره بدون قيمة وانه يستعمل لسد الثقوب ويتم التخلص منه كلما قضي الأمر.

Loading

Share
  • Link copied