شخصية السنة بإقليم الخميسات

افضل شخصية للسنة التي نودعها بحلوها ومرها ليس ذلك الذي جلب الاستثمار واصلح الإدارة وحارب الفساد والمفسدين في القطاعات العمومية ومؤسسات الشعب لان هذه العينة من الرجالات التي تحركها الغيرة على تقدم وازدهار الوطن انقرضت بل تحولت إلى عملة نادرة في أجهزة الدولة إلا ما رحم ربك بسبب تغييب المصلحة العليا للوطن في اغلب القطاعات  التي تعرف اعلى معدلات النهب والاختلاس والاثراء غير المشروع والتزوير والتجارة في البشر وتبقى اجهزة المراقبة مجرد هياكل فارغة بدون قيمة لان الفساد تغول وتقوى وشكل دولة متماسكة داخل الدولة تحتاج قطعا الى ارادة وطنية لاعادة الشرعية للقانون المغيب.

وانطلاقا مما سلف فلا يستحق اي مسؤول اداري او سياسي ان يوشح بوسام شخصية السنة بالاقليم بالنظر الى الوضعية العامة التي تعيشها المنطقة مند سنوات بسبب التامر على المقدرات الطبيعية والموارد المالية والبشرية والاهمال والنهب والاختلاس والتزوير  الذي اصبح القاسم المشترك بين القطاعات العمومية وباقي الجماعات الترابية التي تستهلك ولا تنتج مما وسع الشرخ بين طبقات المجتمع الذي دفع عائلات الى حافة الفقر.

ان الشخصية الحقيقية التي تستحق ان توسم بشخصية السنة التي نودها ذلك المواطن الذي يعيش على الكفاف ولا يجد لا شغلا ولا تطبيبا ولا تعليما ولا امنا ولا بنيات تحتية في الاحياء ولا أضواء في الشوارع لكنه لا يتحرك ولا يصرخ ولا يشجب ولا يدين ولا يتهم الأجهزة المسؤولة على وضعه المأساوي الذي يزداد تعقيدا لانه تعلم الاذعان وامن بالقدر المحتوم.

شخصية السنة هو ذاك المواطن الذي يعاني على جميع المستويات لكنه يداوي القهر والحرمان بالصبر  وتعلم الاستسلام والتفرج ومنقاد لإرادة الآخرين وينتظر الفرج من عند الله ويرفع اكف الضراعة إلى السماء بحثا عن الفكاك من البطالة والفقر وقلة الحيلة ويتمنى أن يغمض عينيه ويفتحها على الجاه والثروة والرخاء والازدهار والديمقراطية والمساواة والعدل والحقوق الفردية والجماعية دون مجهودات تذكر ولا تضحية ولا صراخ في وجه الظلم.

شخصية السنة التي يجب ان نحتفل بها في الاقليم المنهوب ذلك المواطن الذي يجلس في المقهى وفي ملاعب الكرة والساحات ويفتح نقاشات على تردي الأوضاع ويحلل ويقدم الحلول للمعضلات من زاوية الفاهم والعارف والقادر على قلب المعادلات لكنه يشارك بالصمت العاجز في صناعة الأصنام ويبتلع الإهانة أمام المستشفيات الفارغة من الأدوية والأطباء ولا يجد سريرا ولا إسعاف لينقل المريض إلى مدينة أخري وحين يحتج يتهم بإهانة موظف عمومي وقائمة عريضة من الجرائم.

شخصية السنة هو ذلك المواطن الذي اوهموه انه يعيش في دولة الحق والقانون وعلموه المشي بجانب الحائط وابتلاع اللسان واعتبار النقد جريمة وحرية التعبير تؤدي الى النفي والإبعاد والصبر على تلقي الصفعات من خدام المخزن دون ردة فعل ولا انتفاضة فالمسالة تدخل في باب طاعة اولياء الامر.

شخصية السنة بالاقليم هو ذلك المواطن الذي لا يجد مدرسة لتعليم الابناء ولا معملا لكسب قوت يومه بعرق الجبين وبكرامة دونما حاجة الى الوقوف على أبواب لصوص الشعب الذين حولوه ألى رقم مهم في معادلة الاستحقاقات الدستورية ليتم التخلص منه لأنه قبض الثمن عدا ونقدا ليستمر مسلسل التطويف والاخضاع وهضم الحقوق الجماعية دون محاسبة تذكر.

فباسم الشعب المغلوب الساكن والقانع بالوضع المهزوم بالتمنيات والمدجن في دكاكين الأحزاب والنقابات والجمعيات والمرتهن بالانتظار والتخويف والقمع نحيي شخصية السنة بالإقليم المستباح من الاوباش وشرذمة الفساد، ويبقى الامل والحلم مرهمان لتسكين الاوجاع، وما ضاع حق ورائه مستسلم ومنبطح ومتملق ومرتزق ومتسول ومنتظر الفرج في العام الاتي.

Loading

Share
  • Link copied