استهل العامل عبد اللطيف النحلي مشواره المهني بالقيام بزيارات مفاجئة لقطاعات حيوية للوقوف على طريقة اشتغال المؤسسات العمومية نظير الصحة والتعليم والوداديات السكنية واسباب توقف الاشغال في مشاريع مهمة نظير المستشفى متعدد الاختصاصات قرب السوق الاسبوعي الى جانب مشاريع الطرقات والواجهات الامامية للجماعات الترابية التي التهمت الملايير بدون فائدة.
العامل عقد لقاءات مع رؤساء الجماعات الترابية للتعرف عن قرب عن هؤلاء الذين يسيرون الشان المحلي والاقليمي وفي نفس السياق اجتمع مع رؤساء المصالح الخارجية للخروج بفكرة عن هؤلاء الذين تخشبوا فوق الكراسي بدون فائدة اللهم التهام الملايير شهريا علما ان اغلب القطاعات تعرف تراجعا خطيرا في الاداء الاداري والتعاطي مع مشكال المواطنين.
جيد ان يستمع العامل الى وجهات نظر المسؤولين بالادارات العمومية والمؤسسات الدستورية الغارقة في الاشكالات التي عطلت التنمية لسنوات رغم صرف ميزانيات الضخمة لكن غير ملزم باستهلاك الاقتراحات الفضفاضة لمسؤولين يمارسون نفس اللعبة مع اي مسؤول جديد لاستمرار النهب والاختلاس والتزوير والفساد الذي عطل التنمية ومستقبل المنطقة التي تزخر بموارد طبيعية وبشرية مهمة لكنها تعاني التهميش والاقصاء.
نعتقد ان الاولوية في معالجة اشكالات التنمية الشمولية بالاقليم المعقدة والمتجذرة لا تكمن في استنفار رؤساء المصالح ورؤساء الجماعات الترابية الذين الفوا التكاسل ولا فائدة ترجى منهم، بل يكمن في تطهير بنية الاستقبال العاملية فلا يمكن التعايش مع قطع غيار لم يعد صالحا تديوره بل يجب الاتخلص منه والبحث عن موظفين نزهاء وشرفاء لديهم الكفاءة والخبرة في تدبير الاقسام والمصالح غير ذلك يعد استهلاكا للجاهز والمتكلس ولا يعكس قطعا الرغبة في تجاوز الازمة الافقية والعمودية بل يزيد من مفاقمة الاشكالات على المستوى الاقليمي، لان الاحتفاظ بموظفين تلاحقهم ملفات ثقيلة معروضة على انظار محاكمة جرائم الاموال بمثابة ترقيع وهي الادارة بالخضاب وهذا المنحى طبعا لا يؤدي الى تخليق الادارة ولا تقعيد مفاهي الاصلاح والتغيير كما ان تحركات العامل ستبقى ناقصة دون اجراء تطهير وفتح الباب للشرفاء والوطنيين على قلتهم لتحمل المسؤولية.
العامل لديه قطعا تصوره الخاص لما يجب ان يفعل ومن اين يبدا لتحقيق تصورات اعلى سلطة في البلاد، فاستقبال المسؤولين والقاء الخطب لتشحيم العقول الميتة لم يعد مفيدا مع سياسيين وبرلمانيين وموظفين تجاوزتهم المرحلة عاجزين مكبلين باغلال اللامبالاة وتحركهم بقوة عمليات البحث عن المصالح الخاصة.
العامل ملزم بوضع استراتيجية يحدد الاولوليات والاكراهات والبحث عن فريق لتصريف تلك الاستراتيجية دونما حاجة الى الاستئناس بفاقدي الشرعية وما اكثرهم بالاقليم الغارق في الفساد السياسي والاداري واستنزاف خيراته وتحويلها الى مدن اخرى.
![]()
