أن تمتلك حصانا هذا يعني أن هناك مصاريف إضافية من عناية وتطبيب ناهيك عن العلف المتنوع الذي يرتفع ثمنه يوما بعد يوم، مما يثقل كاهل مربي الخيول وهواة التبوريدة الذين يحاولون جاهدين الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والحضاري الذي اشتهر به المغرب منذ قديم الزمن.
المشاكل التي يعاني منها هواة هذا التراث تتمثل في غياب الدعم من القطاع الوصي لاستمرار الموروث الثقافي الآخذ في الانقراض بسبب تكاليف تربية الخيول وشراء المعدلات من سروج والجمة وركابات… ، ففي المواسم والمهرجانات التي يشاركون فيها فإنهم يقدمون تضحيات جسام من أجل خلق الفرجة والمتعة للجمهور، هذه المتعة التي يحصل عليها زوار المواسم والمهرجانات تكون مبنية على معاناة الخيالة الذين يشترون البارود من أموالهم الخاصة، ناهيك عن تنقل الخيول والأمتعة ومصاريف التغدية، دون أن يتلقوا في مقابل ذلك أي فلس من القطاع الوصي. على الأقل كان من الواجب على الجهات المنظمة لهذه التظاهرات تحمل تكاليف البارود المكلف جدا ، إذ أصبح ثمن الكيلو الواحد 725 درهما، مع العلم أن كل سربة تحتاج منه كأقل تقدير 5 كيلوات من أجل المشاركة في كل موسم، بعض الجماعات بالاقليم التي تعرف قيمة وأهمية التبوريدة تتكلف بتوزيع هذه المادة مجانا على كل المشاركين، بالإضافة إلى العلف الخاص بالخيول وتوزع أيضا الخرفان على كل سربة، والبعض الٱخر تقدم منحا مالية تحفيزية، اما البعض الٱخر فلا يستطيع حتى توفير الماء للمشاركين وينسبون نجاح المواسم أو المهرجانات لهم، وفي المقابل يتم تهميش دور وتضحيات الخيالة الذين لولاهم لما كان هناك لا نجاح ولا فرجة، هؤلاء الخيالة يعرضون حياتهم وحياة خيولهم للموت او الإصابة، دون أي تأمين على المخاطر او تعويض.