الحلقة 2
بغلمانيو اقليم الخميسات( صم بكم عمي فهم لا يرجعون) مجرد كراكيز في قبة البغلمان يقبضون الرواتب الدسمة والامتيازات كل شهر ولكن غافلون عن مطالب ساكنة إقليم الخميسات التي وضعت فيهم الثقة ومنحتهم الأصوات.
الحسن الفيلالي قضى قرابة 18 سنة في البغلمان لم نسمع له صوتا ولا تدخلا ولا تأبط ملفا للاقليم يرافع عنه ويخطف بعض المشاريع، متواجد في جميع اللجن ويفهم في الرياضة والتجارة والاستيراد والتصدير والتنمية والانقلابات وصناعة المقالب حتى ان البعض يعتقد انه مثقف كوني او سفير فوق العادة قادر على هزم خصوم الوحدة الترابية في المحافل الدولية، فالرجل حريص على الظهور في المناسبات الوطنية ولديه موهبة فريدة في التقرب من الشخصيات العمومية النافذة والمتنفذة و السلطات الاقليمية والاسماء المقربة من دوائر القرار السياسي لذلك لا عجب انه عضو المكتب السياسي لحزب الحمامة .
الفيلالي ضليع في الانقلابات السياسية وهزم الخصوم ليس تنظيميا بل بالمناورات والدسائس ومستعد لتولي اية مسؤولية في سبيل نيل الرضا كما حصل في فترة الانقلاب على ديكتاتور النادي الزموري لكرة القدم لم يكن اسما مرشحا ولا ينتمي الى عالم المستديرة ولا نعتقد انه ركل الكرة في حياته، كل ما في الامر ان عامل الاقليم حسن فاتح دفعه الى المعركة التي اشعل فتيلها ثلة من المنقلبين على الديكتاتور وتوسعت دائرة المنقلبين ولم تجد السلطة من وسيلة لكبح جماح التمرد الاخد في التمدد سوى الركوب على الموجة وتوجيه اتجاه الحشد وفرملة القلاقل حتى لا يقع الانفلات، وفعلا استطاع الاستيلاء على النادي بمعية الكراكيز وضعاف النفوس وما اكثرهم في هذه البقعة البائسة ودفع بالنادي الى الهاوية.
الفيلالي ثعلب ماكر سياسيا حين يحس بالخطر يهدد مصالحه فلا حرج لديه في تغيير اللون السياسي كما فعل حين شعر بان اصدقاء الامس من حزب الاستقلال يستعدون للتخلي عنه وانهاء مستقبله السياسي بايعاز من الوزير السابق بوعمرو تغوان سارع الى الارتماء في احضان حزب الحمامة واستطاع كسب الرهان بل ادى انسحابه الى هزيمة نكراء لاتباع علال الفاسي الذين اعتقدوا ان دائرة تيفلت الرماني محفظة باسمهم.
اثناء توليه قيادة سفينة المجلس الاقليمي استطاع بما له من حدس اخماد جميع الثورات والنعرات الداخلية التي تحاول النيل منه وزعزعة الكرسي، لكنه ارتكب ما لا يغتفر حين وضع يده في يد اعداء الديمقراطية ( عصابة البلاطجة) التي روعت المدينة والإقليم باستعمال الضرب والجرح والتنكيل بكل الاصوات الحرة المتفهمة للمطالب المشروعة لفئات عريضة من الشعب المهدورة حقوقه في العيش الكريم وساندها مساندة قوية بإيعاز من السلطات الإقليمية التي ترى في القلاقل والمسيرات تهديد حقيقي لوجودها وقد انخرط في الحراك القمعي جمعيات واحزاب ونقابات بدعوى ان حركة 20 فبراير تستهدف النظام وان جميع المتعاطفين والعاطفين والغاضبين من تغول الفساد والاثراء غير المشروع يجب تأديبهم لكن الخفي في عمليات العسف والتعسف ان التهديد الحقيقي للدولة ومشعل القلاقل يكمن في تمركز القرار السياسي في ايدي عصابة النهب والتبذير العشوائي لأموال الشعب وتوسع الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي.
الفيلالي اخفق في العودة إلى المجلس الإقليمي في المرة الثانية وفي المرة الثالثة استطاع تنصيب امرأة فوق كرسي الرئاسة الذي أسال لعاب اكثر من جهة سياسية ليس حبا في خدمة الاقليم والاستجابة لمطالب الجماعات الترابية والساكنة بل لوضع اليد على مصادر العليق، واعتقد في أول الأمر أن المنصبة في اقوى منصب سياسي بالإقليم يسهل استعمالها لتحقيق المآرب الخاصة لكنه فشل في تليين مواقفها ودفعها إلى التأشير على الصفقات لفائدة المقاولات والشركات الخاصة.
![]()
