التسول الجمعوي في إقليم الخميسات اصبح حرفة لمن لا حرفة له يكفي أن تؤسس جمعية مطاطية ( جمعية العام زين) مع قليل من الشطارة والابتكار والتملق والانبطاح والتحول في جميع المناسبات إلى بوق للدعاية الرخيصة للصوص المال العام لتنال الاعتراف وتنال الرعاية اللازمة وتصبح مقربا من المسؤولين السياسيين والإداريين والمقاولين والأعيان .
في عاصمة زمور تجدر التسول الجمعوي الموبوء بالهزالة والضعف والرداءة بشكل كبير ودخل المجال شرذمة الانتهازيين والمرتزقة وقارعي الطبول وحملة الابخرة والمجامر واتخذ أشكالا متعددة بالنظر إلى القوانين الأساسية للجمعيات التي تنشط في جميع المجالات الرياضية و الثقافية والمسرحية وهلم تسولا وهذا الباب استقطب عشرات الأسماء التي ترقص على جميع الإيقاعات وتدور حيث يكثر العليق والحماية .
الأنكى أن هؤلاء المتسولين الجمعويين المحترفين يلعبون على جميع الحبال ويعرفون كيف يستدرجون الواهمين والحالمين والطامحين في البرنقة والتلميع لأسباب لها علاقة بالتغطية على محدودية الفعل والتدخلات أو عدم المقدرة على الإنتاجية والرقي بالعمل داخل المؤسسات العمومية او بحثا عن الترقي السريع .
ولاستمرار الرعي الجائر في المال العام يعمل المتسلون الجدد على تكريم فلان وعلان في أجهزة المؤسسات العمومة بتقديم بعض الهدايا {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} رغم أن التكريم البائس غالبا يكون بدون مناسبة ولو كان المكرم فاشلا أو وافدا جديدا على الإدارة والغرض طبعا واضح لا يحتاج إلى كثير عناء لاستجلاء الأمر .
مؤخرا عمد صاحب جمعية مطاطية إلى تكريم موظف بالعمالة بدون مناسبة ولا عمل بطولي للمكرم سوى أنها الوسيلة المثلى لاصطياد الضحايا والتزلف والتقرب من السلطات المحلية التي لربما ترى فيه نموذجا لرئيس جمعية الذي يجب التعاطي معه واستعماله عند الحاجة وهذا الامر يفسد العمل الجمعوي الهادف والمسؤول.
والمفارقة العجية الغريبة أن التسول الجمعوي ليستمر ويتقوى ويكون حاضرا في المناسبات الوطنية والدينية ويحظى بالنصيب من أموال الشعب يعمل تحت إمرة جميع الأجهزة والمصيبة أن العاطل عن العمل و الفقير المتسول يكرم الغني والموظف الذي لا قيمة له في الصورة العامة لدى المجتمع والمتتبع للشان العام وغالبا ما يكون المكرم متورط في أحيان كثيرة في ملفات لها علاقة بتدبير مؤسسات دستورية أو عمومية.
تعليقات ( 0 )