أوقفوا منح بطاقات المراسلين للجهلة والمرتزقة

يبدو العنوان فيه نوع من الوصاية على الاخر ومحاولة دفعه الى اعتناق رؤية فيها اتهام مباشر  لمقاولات اعلامية بعينها كما ان العنوان من وجهة نظر اخرى يبدو قاسيا و مقتحما يثير الأسئلة الاستفهامية، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺼﻮﺭ بدقة متناهية ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ تعيشه المقاولات الإعلامية من تراجع خطير في تادية الرسالة النبيلة بسبب فتح الابواب على مصراعيها للجهلة والأميين ومعطوبي الضمير وتمنحهم بطاقات مراسل دون البحث في خلفياتهم ومستواهم الدراسي مما رفع من عدد حاملي “البونجات” الذين يقتحمون اللقاءات والاجتماعات الرسمية بدون احترام للمؤسسة الإعلامية ولا الشعور بالخجل وهذا الامر يعزى طبعا للمقاولات التي تمنح الشرعية للنكافات والمتسولين والجهلة بحثا عن نسبة المشاهدات لا يهم المحتوى بقدر ما يهم عدد الاعجابات بعيدا عن المهنية واحترام قدسية الخبر.

في السنوات الاخيرة  تراجعت الصحافة  التقليدية اي الورقية ودخلت   الصحافة الرقمية على الخط واحدثت انقلابا كبيرا في المفاهيم والتوجهات والاهداف  المتقدمة… ولم يعد الصحافي يعمل بنبل وانسانية واخلاص ونضال مستمر باعتباره صوت الافراد والجماعات عبر إثارة قضايا الساكنة والمشاكل التي تعيق التقدم والازدهار لان الصحافة في العمق ضمير المجتمع والمدافع الشرس عن حرية التعبير والرأي وصوتا للطبقات المستضعفة بل يمكن التأكيد أن الصحافة الحقيقية تمارس المعارضة وتسعى لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفضح الاستبداد والقمع والتربح غير الشرعي واستغلال المناصب السياسية والإدارية لتحقيق المنافع الشخصية.

الصحافة بدأت تفقد قيمتها التاريخية وظهرت مقاولات فتحت الأبواب للتافهين الذين تسربوا من الدراسة ولم يجدوا أية مهنة سوى الارتماء في الحقل الإعلامي وهذا التكاثر والاختراق العفن مرده بالدرجة الاولى ان المؤسسات الوصية على القطاع من مجلس وطني ونقابة وغيرها من الإطارات الفاعلة والمؤثرة في المهنة رفعت يدها وتحولت من أدوات تتحكم في القطاع إلى متفرجة والمصيبة أن الأغلبية الساحقة من المؤسسات الإعلامية شاركت في صياغة ميثاق المهنة وصوتت عليه.

بإقليم الخميسات تم منح اعتمادات إعلامية لأشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة ولا بالكتابة اغلبهم يمارسون التسول والابتزاز والارتزاق ولم نعد نسمع عن السلطة الرابعة بل عن السلطة الراكعة وهاد الفهم السائد يجب ان يتغير عبر ضبط عمليات منح بطاقات مراسل لان خدمة الوطن ونشر التنوير لا يتأتى بصنع الفقاعات ولا بالعاهات.

الواقع الإعلامي بالإقليم الخميسات تم حشوه بدزينة من الدخلاء والغرباء الذين يتفننون في تصيد الضحايا لذلك نرى تطهير الحقل الاعلامي بالاقليم يحتاج الى تشكيل هيئة اقليمية للصحافة النزيهة لتسطير برنامج مرحلي كفيل باثارة مسالة النزاهة والشفافية وتطوير الفعل الصحفي ليعكس بصدق الرسالة النبية ويكون مرآة صادقة لهموم الشعب وضميره الحي لتعزيز طبعا قيم الشفافية وحرية التعبير ولا باس من ممارسة رقابة على مؤسسات الشعب التي تدار بأموال دافعي الضرائب لتكريس مفاهيم المحاسبة والعدالة الاجتماعية باعتبار المحاسبة ألية من آليات تقعيد الديمقراطية وخلق جبهة صحافية رافضة للفساد والاسترزاق والعمل على الحد من انتشاره بالسبل القانونية.

Loading

Share
  • Link copied