التسخينات الأولية استعدادا للاستحقاقات المقبلة دشنت فعلا باقامة المهرجانات الملغمة تحت مسميات متعددة والتي تهدر فيها الملايير سنويا والقادرة على تعبيد الطرقات وبناء مستوصفات وتجهيز ادارات عمومية التجهيز المتقدم.
وعلى مقربة من بداية الاستحقاقات الدستورية بدانا نشاهد الإرهاصات الأولية للحراك الكبير في الأحزاب السياسية الوطنية التي دبت فيه الحياة مجددا بعد فترة خمول استمرت لولاية كاملة و عاد الحديث القوي باقليم الخميسات عن التزكيات واستحقاق هذه الأخيرة من عدمه مما خلق جوا مشحونا وهرولات هنا وهناك بحثا عن ورقة اليانصيب الرابحة لا يهم التوجه السياسي والأيديولوجي ولا الفكر والمبادئ هذه الأفكار أصبحت متقادمة في الفهم العام وجميع الأحزاب في المغرب متشابهة من حيث الخطابات و تصور التنظيمات الداخلية ونعني بها الفروع التي لا تعدو عن كونها تنظيمات شكلية تؤتت المشهد وتمارس الدعاية للشخص المدعوم من الامانة العامة لا اقل ولا اكثر ولا يهم تاريخ الشخص وعلاقته بالساكنة والسياسة ،فالقرارات المصيرية تتخذ بعيدا عن المناضلين والمكاتب في الجهات والإقاليم مما يزيد من تعميق ازمة الاحزاب التي يتحكم فيها في الغالب الاعم مقربون من دائرة القرار الحزبي.
فالأولوية للحصول على التزكيات لأصحاب الشكارة لايهم خلفياتهم وتاريخهم وعلاقتهم بالسياسة وكذا علاقته بالساكنة وان كان متابعا في ملفات الاختلاس والتزوير وقادر على الدفاع عن المصالح المشتركة للساكنة والوطن الأهم المساهمة السخية في صندوق الحزب وهذه العملية تفسد الاستحقاقات الدستورية وتضرب في العمق مسالة الشفافية والنزاهة والديمقراطية يستوجب القطع معها لان صاحب شكارة يساهم في إفساد الانتخابات عن طريق استعمال المال الحرام لشراء الذمم والتأثير على القوة الناخبة.
أن منح التزكيات يجب أن يخضع إلى معايير دقيقة و محددة طمعا في خريطة انتخابية تشكل حقيقة تطلعات الشعب وآمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم الذي ظل رهين الحسابات السياسية الخاطئة والترتيبات المسبقة التي تساهم في تدني المشاركة وعزوف كبير للشباب.
عمليات مراجعة المسالة الانتخابية التي انخرطت فيها الأحزاب أخيرا بدعوة من وزارة الداخلية يجب أن تعكس فعلا إرادة الناخبين عبر وضع حد لقبضة أصحاب المال على كراسي المسؤولية في البغلمان لولايات عدة ونرى أن تخليق الحياة العامة يبدأ فعلا في تحديد عدد الولايات في المؤسسة التشريعية وفرض مستوى تعليمي معين في الجماعات الترابية للرفع من جودة الترافع على الساكنة لتقديم خدمات تعكس الرغبة في خلق تنمية مستدامة وتوفير سبل العيش الكريم.
والسؤال الاهم في عمليات منح التزكيات باقليم الخميسات هل سنشهد وجوها جديدة تمثل الاحزاب السياسية بالمنطقة وترتبط ارتباطا وثيقا بالساكنة ام ستضطر القوة الناخبة الى التعايش مع الوجوه القديمة المستهلكة التي لم تقدم اية اضافة للاقليم وهنا على القوة الناخبة التصدي لهذه العينة من ممثلي الشعب الذين يحتلون الكراسي بدون فائدة.