مهنة الصحافة باقليم الخميسات والافق المسدود

رغم صرامة القوانين المشددة على ضرورة محاربة المواقع الاعلامية المشبوهة والجرائد الصفراء فان مسؤولي الاقليم شدوا عن القاعدة ويعملون على استدعاء واستقبال مندسين في الحقل الاعلامي دون التدقيق في خلفياتهم ليس بغرض تنوير الراي العام في اطار التواصل الافقي والعمودي مع مكونات المجتمع المدني بل بغرض تضبيب الرؤى وطمس الحقائق وقلبها لاستمرار تعطل مشروع التنمية الشمولية وصرف الملايين في المشاريع الهلامية التي حسنت من الوضع الاجتماعي للعديد من الاسماء السياسية المتحدرة من اوساط فقيرة.
في الاونة الاخيرة اجتدبت مهنة المتاعب جيش من السماسرة وقطاع الطرق والشحاذين والجهلة والفاشلين دراسيا مما ساهم بشكل كبير في تدني المنتوج والمادة الاعلامية التي كان من المفروض ان تساهم في الرفع من مستوى الوعي الجماعي وتعرية بؤر الفساد والمفسدين وفضح لصوص المال العام وتجار الدين في اطار سياسة الاصلاح والتغيير المتطلبة مرحليا لتجاوز الاكراهات المعطلة للتنمية والمساهمة في خلق الافات الاجتماعية التي ترفع من معدلات الانحراف .
الاعلام في اقليم الخميسات تحول الى وسيلة للتكسب والارتزاق والابتزاز والبرنقة واذاة مسخرة في ايدي رموز الفساد السياسي والمالي والاداري والعقاري لتسويق توجهات غير ديمقراطية لا تخدم في العمق سوى لوبيات من مصلحتها محاربة التنوير ومصادرة الحق في المعرفة لاستمرار تبدير ثروات الشعب بجميع الطرق غير المشروعة مما ادى الى فرملة المشروع التنموي العام والاقتصار على المشاريع الاستهلاكية التي تستفيد منها قطعا الجهات المتحكمة في القرار والتي تساهم في استنبات النباتات الوحشية في الحقل الاعلامي.
ورغم المذكرات الوزاية التي تشدد على ضرورة محاربة الاعلام المشبوه فان عمالة اقليم الخميسات ما تزال تعمل بمعزل عن التوجهات السياسية والقانونية العامة وتستدعي جوقة من المندسين في الاعلام الذين يحضرون بكثافة جميع اللقاءات الرسمية متمنطقين بالكاميرات( البونجات) والهواتف يلتقطون الصور ويحنطون اللحظات ويجرون الحوارات مع مسؤولي الجماعات الترابية ويزدرون الاطعمة بشراهة لكن ابدا لم نر مقالات تدين الفساد بجميع اشكاله ولا تغطية وتقريب الصورة من منجزات حقيقية ولا تنتقد وضعا هشا في قطاعات الصحة والتعليم والامن انطلاقا من الوضع العام المازوم الذي يتواجد فيه الاقليم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والبيئي والرياضي.
الانكى ان بعض الجرائد اساءت وتسيئ مع سبق الاصرار والترصد للمهنة بتوزيع مئات البطائق والاعتمادات الاعلامية على الذين يدفعون بسخاء وارتفع عدد المنتسبين للصحافة باقليم الخميسات بشكل ملحوظ وفاق فريق احدى الجرائد الباهتة اطقم كبريات القنوات العالمية والجرائد الوطنية المحترمة.
ورغم النداءات المتكررة للصحافة الجادة والمسؤولة لمحاربة الضحالة والاسفاف والتكسب الا ان المسؤولين على القطاعات العمومية وعلى المؤسسات الدستورية ما تزال تغض الطرف مما يستدعي والحال هذه تدخل الاطارات الاعلامية القانونية لوقف الفوضى وانتحال الصفة من قبل حفنة الجهلة والملمعين.

Loading

Share
  • Link copied