صدر للكاتب يوسفي بنعيسى كتاب تحت عنوان (جدلية الوعي والمعرفة…مساهمة في تشكيل وعي جمعي عربي متقدم) يتضمن 38 موضوعا تتمحور في مجملها حول المثاقفة والتثقيف باعتبارهما مدخلا لتغيير العقليات واطلاق الملكات الابداعية لخلق ثورة فكرية قادرة على الصمود في وجه التحديات.
الوعي المعرفي من منظور الكاتب اساس لمدخل حقيقي لتشكيل ضوابط متقدمة ومستقبلية للتغيير الاجتماعي على ضوء حركية التطورات وزخم الانتاج الثقافي الذي يحدد قطعا قيمة الوعي والادراك والفهم الدقيق للحلم الانساني الكفيل بتوليد انساق معرفية تتلائم والطموحات الفردية التي تنتفي وسط الجماعة.
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات سياسية وفلسفية وقراءات نقدية و اجتماعية لاشكالات مجتمعية في الوطن العربي الذي لا يزال يعاني من غياب الديمقراطية وحرية التعبير والتفكبر في ابعد مما هو مسموح به ناهيك عن وجود الطابوهات مما يفسد متعة التخييل والتحليق خارج الانساق المعرفية الجامدة والمتكلسة التي لا تسعف في تنويع الاداء العام.
فلا يمكن في مجتمعات تحارب التنوير الحديث عن وعي شقي ينتقل من الادراك الوجودي الى الفعل والتفاعل المادي المنتج الذي يجب ان يتحرر من قيود الابتسار لتصبح له سلطة وشرعية قادرة على التفاعل وتغيير انماط سلوكية متهالكة في المجتمعات العربية.
فالفكر الكوني المتقدم وحده القادر على الصمود والتفاعل مع الاكراهات الخارجية دون خوف من الاستيلاب والتبعية لان شرعية وجود الانسان يجب ان تستمد من جذوره وتاريخه وغير ذلك سيفقد الانسان وجوده وشرعيته.
