فشل المعرجان (الثقافي) الامازيغي بالخميسات

ماذا اضاف المعرجان (الثقافي) الامازيغي للمدينة وللغة والفن الامازيغي عموما وهل شكل منعطفا مهما في تكريس الوعي بالموروث الثقافي المحلي الضارب جذورة في اعماق التاريخ ام ان الامر لا يعدو عن كونه سحابة عابرة تم الركوب عليها لتبذير اموال الشعب المغبون في التافه من الاشياء عبر استنفار المطبلين والملمعين والفاشلين وشرذمة الصراصير المندسة في الاعلام لاطلاق صراخات النجاح بحثا عن البقشيش وماكولات دسمة علما ان كل متشدق بكلمة ( نجاح) بالضرورة تم شراء ولائه او ينتظر الطبطبات.

المعرجان الذي صرفت عليه 100 مليون سنتيم لم يكن امازيغيا بل تم تغييب اللغة الامازيغية بالمرة ولا علاقة له بالامازيغية التي تحولت الى مشجب لتبذير الملايين بعدما افلست التجارب السابقة في تقديم طابع خاص للمدينة عبر معرجانات التهمت ما التهمت من المال السايب لكنها لم تستطع تكريس الهوية الامازيغية ولا الاسهام بالنهوض بالموروث الثقافي والحضاري الامازيغي الذي تحول الى بضاعة تتم المتاجرة به من طرف الغرباء الذين وجدوا الساحة فارغة من مكونات المجتمع المدني الحقيقي الذي يحترم ذكاء ابناء زمور وتاريخهم العريق والحافل بالفن والابداع والفروسية والشعر والغناء والفرق الفلكلورية والصناعات التقليدية وغيرها من الانشطة المستمرة في الزمان والمكان رغم قلة الامكانات المادية والمعنوية  وغياب الاهتمام اللازم لضمان الاستمرارية ولا يمكن اختزال الثقافة الامازيغية  في بضعة عروض مهلهلة الغرض منها التكسب والارتزاق مما دفع بعض المسرحيين الذي شارك رغبة في تقديم الاجمل واستفاق على المهزلة التي تسيئ الى المجتمع الزموري والى تراثه الغني والمتنوع.

النجاح لا يقاس بعدد الحضور بل الرسائل القوية الموجهة لكافة المتتبعين والمشاركين احتراما للذاكرة الجماعية التي لا يمكن اختزالها في استيراد جوقة من ( الفنانين) والصعود الى المنصة لتهييج الجماهير التي تبحث عن فرصة من الفرح المجاني مع طرح اسئلة عميقة عن نوعية الجماهير التي حضرت لمتابعة انشطة المعرجان وما على الرئيس ميسور سوى القاء نظرة خاطفة على التدافع والتحرش الجنسي والتهديد والعراكات والمطاردات… رغم وجود عشرات رجالات الامن الذين يحرسون الساحة لفهم طبيعة السقوط المدوي للتنظيم الارتجالي والاختيارات غير السليمة، فاغلب الحضور لايهتمون بالثقافة الامازيغية بقدر ما يهتمون بتفجير المكبوتات والتنفيس عن ضغوط الحياة والتفرج على الرداءة التي تعد حالة شاذة في المجتمع المغربي وهي نفس المشاهد التي تشاهد في مباريات كرة القدم مع غياب الطبول والمزامير ورفع الشعارات.

هناك من يرى انها التجربة الاولى وطبيعي ان تكون هناك هفوات وعثرات ولهؤلاء نقول ان الامازيغ ليسوا حقلا للتجارب وان ايجاد المبررات الواهية لا يستقيم مع المطالب الجماعية في مهرجانات ذات قيمة نفعية تجارية وتنشيطية تساهم في المثاقفةو نشر الوعي باللغة والفن والحضارة الامازيغية يعني الارتباط الوثيق بالهوية التي هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

المعرجان الشقافي الامازيغي للمدينة المنكوبة فاشل بمعايير النتائج المتوخاة والتي لا تخرج عن طابع البهرجة والتجييش وتبخيس الثقافة الامازيغية وتحويلها الى سلعة ممسوخة في سوق التفاهة والاسفاف  ومن هذا المنظور نرى ان كل مشارك هو بالضرورة متواطؤ وعليه تقديم نقد ذاتي و الاعتذار  ليستمر الاحترام في انتظار تنظيم مهرجان يليق باهل زمور .

Loading

Share
  • Link copied