تكلفة مواسم التبوريدة باقليم الخميسات تختلف من جماعة الى اخرى، لكن الاكيد ان اموالا مهمة تبدر على موروث ثقافي كان من المفروض إقامته كل سنة في منطقتين او ثلاثة عبر تجميع الخيالة والفرق الشعبية الغنائية وتمديد في ايامه لتصبح اسبوعا للتبوريدة وبدلا من الصيف لا باس من تحويله الى فصل الربيع تجنبا للحرارة والحرائق والعطش والاثار السلبية التي يتركها النشاط الثقافي.
من المعلوم ان وزارة الداخلية تتكفل بشراء البارود وتوزيعه على القياد الذين يوزعونه بدورهم على رؤساء الجماعات الترابية ويتكلف فرق الخيالة بالأطعام وبناء الخيام وجلب المياه وشراء العلف للأحصنة ونقلهم من منطقة إلى اخرى من المال الخاص دون أي دعم من جهة معينة للحفاظ على المكون الثقافي والمروث الحضاري الذاهب الى الانقراض التدريجي بالنظر الى نقصان عدد فرق الخيالة سنة بعد اخرى نظرا للتكاليف الباهضة لتربية الخيول وشراء الادوات المرافقة.
ان اقامة مواسم التبوريدة في ظل أزمة الماء الشروب والبنيات الأساسية من طرقات ومسالك وقنوات الصرف الصحي تعتبر في الحقيقة هدر للمال العام واعادة تدوير الازمات خصوصا اذا قمنا بتقييم النتائج المتحصلة من اقامة مواسم التبوريدة على امتداد رقعة الاقليم هل هي وسيلة من وسائل قياس درجة الوعي الجماعي لدى الشرائح المجتمعية ام طريقة للتنفيس على الساكنة بسبب ضغط المعيشة ام لتشتيت الانتباه على الارتفاع الصاروخي للاسعار وضعف القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من المواطنين والخوف من القلاقل الاجتماعية.
جميل ان نحافظ على المكونات الثقافية والتراثية للمنطقة لكن الأجمل المحافظة على المال العام واستغلاله الاستغلال الجيد والامثل لتعبيد الطرقات وربط الساكنة بالماء الشروب والكهرباء وبناء المرافق الصحية والمدارس في الأرياف لمنع الهدر المدرسي والتقليل من الوفيات لدى النساء الحوامل بتوفير سيارات الإسعاف واليد العاملة وبنية استقبال متقدمة في المستشفيات العمومية للحفاظ على أرواح المرتفقين وتجويد خدمات التعليم والامن والقضاء لتواكب التطورات الحاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعمراني. والقيام باصلاحات ادارية في المستوى لتقريب الادارة من المواطنين وهذا اكبر احتفال شعبي يمكن ان يشعر به المواطن يوميا بدل الفرم واعادة الفرم والانتظار الطويل امام مكاتب مغلقة في سبيل قضاء مصلحة ادارية لا تستدعي 10 دقائق او اقل.
جميل ان نحافظ على المروث الثقافي والاجمل الحفاظ على كرامة المواطن والافيد ايضا تقديم راتب شهري للخيالة لمنع انقراض التبوريدة واختفاء صناعات تقليدية مرافقة.
![]()
